دليلك إلى تنفيذ مشروع زراعي ناجح في 5 خطوات

محتويات المقال

المجازفة باتخاذ قرار الاستثمار في أعمال الزراعة لا تعد من القرارات السهلة، فإن القيام بتنفيذ مشروع زراعي يحتاج إلى الإلمام بقدر كبير من السمات والمهارات والخبرات، ومثلها في ذلك مثل  تولي مسؤولية ريادة الأعمال بصفة عامة.

 

إذ تتسم بكونها عمل مرهق ويتطلب جهد وعزيمة بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى أن اختيار العمل في مجال الزراعة يمتلك طبيعته الخاصة التي تجعل منه فريدا  بل ومعاكسا لما هو دارج  في العصر الحديث.

 

وفي حال إنك كنت واحدا ممن تتولد لديهم الرغبة في إقامة  مشاريع زراعية حديثة ، إليك فيما يلي أبرز المراحل والخطوات المتبعة لتنفيذ أي مشروع زراعي ناجح.

 

ما هي استراتيجية الأعمال الزراعية؟

 

يمكن تعريف أمر إنشاء خطة أو استراتيجية  للعمل ضمن مشروع زراعي بوصفه عملية القيام بوضع رؤية واضحة ورسالة متكاملة فيما يخص العمل الزراعي، مع تعيين مجموعة الأهداف التي من شأنها أن  تحدد الخطوات والمراحل الواجب اتباعها  من أجل تحقيق تلك الأهداف.

 

وتساعد  عملية تحديد الأهداف في تطوير المزرعة بصورة ملحوظة وواضحة، ويمكن تقسيم نوعية الأهداف إلى نمطين: الأهداف القصيرة المدى وهي مجموعة الأهداف التي من المتوقع تحقيقها على مدار عام واحد فقط، والأهداف الطويلة المدى والتي تحتاج لأكثر من عام كامل في سبيل تحقيقها، واستراتيجية العمل ضمن  مشروع زراعي تتطلب أن تكون سلسة وواقعية ومحددة تحديدا دقيقا  وان تتضمن وصف واضح لمجموعة الوظائف الزراعية من إدارة وتمويل وتسويق.

 

مراحل وخطوات تنفيذ مشروع زراعي ناجح

 

إن أي مشروع زراعي يحتاج بشكل أساسي إلى تخطيط جيد ومسبق حتى يضمن نجاحه، وهذا التخطيط يتطلب القيام بجمع المعلومات والبيانات حول المشروع مع طلب المشورة من أصحاب الخبرة في المجال والتأكد من مدى قانونيته وتوافقه مع المخططات المرسومة مع الحرص على اجراء دراسة جدوى مشروع زراعي مفصلة تتضمن تحديد دقيق للميزانية اللازمة لإقامة المشروع بالكامل.

 

وفي حال لم يتوافر لدى صاحب المشروع القدر الكافي من التمويل لبدء مشروع زراعي يمكنه التوجه بدراسة الجدوى الخاصة بمشروعه لطلب تمويل من البنك على سبيل المثال ومن ثم بدء العمل براحة على اتمام خطوات المشروع.

 

ولعلنا نوجز  أبرز وأهم خطوات ومراحل اللازمة لبدء أي  مشروع زراعي ناجح فيما يلي:

 

أولا: وضع استراتيجية مشروع زراعي  

 

أول الخطوات المتبعة من اجل تنفيذ مشروع زراعي تعتمد على وضع استراتيجية ملائمة للعمل بحيث تتضمن مثل هذه الاستراتيجية إجابة واضحة عن مجموعة من التساؤلات الهامة والتجارية والتي تتعلق بأشياء مثل: تحديد أنواع المحاصيل المزروعة، الفئات المستهدفة للبيع ، الأدوات المستخدمة في ذلك المشروع.

 

وليس ذلك فحسب، ولكن يجب مراعاة  أن يستطيع فكرة مشروع زراعي الخاصة بك سد احتياج الفئة المستهدفة بالبيع وأن يضع حلول إبداعية لمشكلات (نقص المنتجات/ أو المحاصيل مثلا) فضلًا عن ضرورة تحقيق هذا المشروع برمته تماشيا واضحا مع المنطق الخاص بالعرض والطلب وبالتالي التوصل لأمر هل المزارع مربحة ام لا؟ في تلك الحالة.

 

ثانيًا: تحديد أهداف منطقية

 

وبعد أن أصبحت هناك خطة عمل واضحة المعالم ل  مشروع زراعي الذي تخطط لاقامته يحين وقت تحديد ما المراد تحقيقه بالضبط من خلال هذا المشروع.

 

حقا أن في الطموحات الكبيرة سعادة غامرة إلا أنها قد تؤدي الإخفاقات واحباطات عميقة الأثر في حالة الفشل في تحقيقها.

 

والاصوب في هذا الصدد أن يتم وضع الأهداف بمرونة على مراحل منطقية كل مرحلة تالية تتجاوز السابقة لها من حيث الطموح والنمو والتطور  وتذكر جيدة  أن اقامة مشروع زراعي ليس سهلا والنجاح يتطلب الدراسة الدقيقة ووضع خطة محكمة.

 

ثالثًا: الحصول على مصادر التمويل

 

وهذه الخطوة تحديدا تعتبر من خطوات انشاء مشروع زراعي الجوهرية والتي عادة ما تشكل عقبة كبرى في أغلب الأحيان، وتسبق أمر مزاولة العمل مباشرة على أرض الواقع. 

 

إذ أنه من الأشياء الضرورية التي يتعين على صاحب أي مشروع زراعي معرفتها خلال بحثه وتنسيه لمراحل تنفيذ المشروع كم تكلفة مشروع زراعي؟ وتحديد الجهة أو الجهات التي سوف تتولى أمر  التزويد بالمال اللازم للعمل.

 

ومن المتعارف عليه بشكل عام أن صاحب رأس المال جبان ولا يرغب بأي حال من الأحوال المغامرة بأمواله  في مشروعات غير واضحة المعالم ولم ثبتت جدواها ومدى جدية أصحابها، وفي تلك الأحوال يصبح من الأمور المناسبة  القيام بتمويل المشروع ذاتيا.

 

ونصيحة واجبة لا يجدر بأي صاحب عمل المغامرة  في البداية بمقدار كبير من رأس المال بينما  الأصوب هو  البدء بمقدار محدود ثم تعظيم رأس المال المستثمر رويدا رويدا.

 

رابعًا: تنفيذ مشروع زراعي

 

يمكن اعتبار جميع الخطوات السابقة مجرد سعي نظري وجهد تخطيط في سبيل الوصول إلى مرحلة الإطلاق ومواجهة متطلبات الواقع والأمور التي لم يتم وضعها في الحسبان.

 

ولا يتطلب الأمر منك خلق مشروع زراعي مثالي في هذا الوقت المبكر ولكن في المقابل عليك محاولة التعلم بسرعة من أخطائك وتعديل الخطة الموضوعة وتقييمها باستمرار.

 

وهذا الاطلاق يستهدف  في المقام الأول اكتساب مزيد من الخبرة، وتوضيح المعارف، والنظريات ووضع الخطط والاستراتيجيات قيد التنفيذ ثم السعي إلى تحسينها واستبعاد الغير مناسب منها.

 

وحين انك قد حصلت على اول إنتاج لك يجدر بك ان تكون قد جهزت خطة تسويقية محكمة وموجهة للفئة المستهدفة مع الحرص على تقديمه بصورة مناسبة وملاحظة ردود أفعالهم خياله ومدى اتساقه مع توقعاتهم و استخدام كل هذه المعارف والخبرات والملاحظات في تحسين العمل والدفع به نحو التطور.

 

خامسًا: الزراعة

 

تعد خطوة الزراعة  ذاتها ضمن خطوات إنشاء مشروع زراعي ناجح عملية تنطوي على كثير من الصعوبات في التنفيذ لذلك فإننا تحتاج إلى اتباع استراتيجية جيدة، بهدف نمو المزرعة على نحو أمثل  وتحسين عملية إنتاج الغذاء.

 

وهذا ما يمكنه أن يتيح مزيد من فرص الحصول على الدعم  الحكومي من منح وقروض، كما ان  خطة العمل المثالية تسهم في تسهيل إدارة الأعمال المختلفة داخل أي مشروع زراعي .

 

أهداف وضع استراتيجية للعمل الزراعي

 

لاستراتيجية  العمل الزراعي هدفين رئيسيين يتم السعي والعمل بهدف تحقيقهم ويمكن ذكر تلك الأهداف فيما يلي:

 

معاونة المشرفين والقائمين على العمليات الزراعية في تحقيق الغايات والأهداف المنشودة والمحددة سلفًا.

المساهمة في التحديد الدقيق لرأس المال اللازم للعملية الزراعية ضمن أي مشروع زراعي .

 

أنواع المهام الزراعية

 

تنقسم مجموعة الأعمال والمهام  الزراعية إلى ثلاثة أنماط رئيسية نذكر أهمها فيما يلي:

 

مجموعة الموارد او المصادر الإنتاجية وتضم البذور والأعلاف والأسمدة والأدوات والمعدات.

السلع والمنتجات الزراعية وتشتمل على كل من الألياف الخام والسلع الغذائية.

الخدمات التسهيلية والتي تتضمن التخزين والتأمين والمعالجة والتعبئة والتسويق والنقل.

 

مجموعة أفكار ابداعية لعمل مشروع زراعي

 

هناك باقة متنوعة من الأفكار مختلفة التي يمكن العمل عليها وتنفيذها خلال مرحلة إعداد مشروع زراعي ويتم سرد تلك الأفكار فيما يلي:

 

أعمال البستنة.

تربية الحيوانات والطيور والأحياء المائية.

زراعة الخضروات والفواكه والفطر والنباتات والزهور.

تربية حيوانات الألبان ومشتقاته المختلفة.

 

ختام

 

وفي ذات  الوقت الذي يهرول الجميع فيه  إلى غزو أعمال الصناعة والتطرف نحو التقنيات العصرية والحديثة .. وما إلى ذلك، نجد قلة قليلة من البشر تتوافر لديهم الرغبة الحقيقية ريادة مشروع زراعي وذلك  في حد ذاته، ما قد يعد ميزة هامة حيث يعني أن أعداد المنافسين من المتوقع أن تكون أقل.

 

وفي حال أن المستثمر في  مشروع زراعي تنبه إلى إتقان عدة مهارات هامة ، بالاضافة إلى الخبرة المحصلة من العمل الزراعي أو ريادة أعمال مشروع زراعي واتقن استعمال التكنولوجيا وتسخيرها في إنجاز وتنفيذ مراحل مشروعه الزراعي فسوف يعد كل هذا كميزة تنافسية تحقق له مزيد من التفوق على المنافسين.