سعيًا لتحقيق الأغراض، ونيل الأهداف تأتي دراسة الجدوى لتكون القائمة بفعل ذلك، فما هي دراسة الجدوى؟ وما أنواعها؟ وكيف تستفيد منها المشاريع؟
ما هي دراسة الجدوى
إن دراسة الجدوى تمثل المرحلة التي تسبق إطلاق المشاريع حيث أنها تقوم بتحليل كامل لفكرة المشروع بحيث أنها تقوم بدراسة الجوانب التي تسبق عملية إنشاء، وأثناء إنشاء، وما بعد إنشاء المشاريع.
لذاك فإن دراسة الجدوى تحفظ رأس المال من الإهدار، والضياع على المشاريع التي لا طائل من إنشاءها، إذ أن إهاب الأمر عائد إلى السوق الذي من خلاله يحكم على المشروع بفكرته، وخدمته بالنجاح أو الفشل.
الفرق بين دراسة الجدوى والتخطيط الاستراتيجي
لا شك أن هناك عوامل تفرق بين التخطيط الاستراتيجي ودراسة الجدوى والتي إذا أردنا أن نضع اليد عليها وجدناها تنبأ بأن دراسة الجدوى هي مرحلة سابقة، والتخطيط الاستراتيجي مرحلة لاحقة بحيث تكون عملية التخطيط تابعة لعملية الدراسة.
فإن التخطيط يتعلق بتحديد أي المجالات التي بواسطتها يتنافس صاحب المشروع داخل السوق وسط المنافسين في السنوات القادمة. فهو أي التخطيط يضع أبرز المجالات تعلقًا بفكرة المشروع التي يمكن العمل عليها في السنوات المقبلة حيز النظر لتوقي خطر المنافسة المتزايد.
وبالرغم من الاختلاف فقد اجتمعا من حيث اختلافا إذ يلزم لكل واحدة منهما أن تسبق بدراسة للسوق، وللمنافسين، وفئة العملاء المستهدفة، والتعرف على نوع المخاطر الخارجية التي تؤثر على المشروع، وما هي الموارد والقدرات التي يملكها صاحب المشروع التي يحسن استثمارها في نمو المشروع.
العوامد الأساسية عند إنشاء دراسة الجدوى هي ثلاثة أعمدة عليها يتم إنشاء الدراسة. وتلك الأقسام هي:
تعرف علي : دراسات جدوي مشروعات في جميع التخصصات الاستثمارية المختلفة
دراسة الجدوى المالية
هي أول ما يبحث عنه عند وضع دراسة الجدوى إذ أنها عمود من دونه لا تشيد الدراسة فهي تحدد الأرباح التي يتوقع أن يحققها المشروع وذلك من خلال:
- تقدير رأس المال :
فمن خلال التعرف على رأس المال المقترح يترتب عليه تقدير نسبة الأرباح المتوقعة عند استكمال تأسيس المشروع بالصورة المخطط لها.
- قنوات التمويل:
إضافة فإن الدراسة المالية يتعرف من خلالها على مصادر التمويل المقترحة للمشروع سواء أكانت مصادر مؤسسية مثل البنوك التي يمكن من خلالها تمويل المشروع من خلال قرض أو من خلال مصدر شخصي اشتراكي كدخول أحد الأفراد شريكًا في المشروع عن طريق التمويل.
ولا تخلو دراسة جدوى مالية من تحديد نمط يتوقع من خلاله مستوى الأرباح المستقبلية للمشروع بناءً على توقع لحجم المبيعات المستقبلية لمنتجات، وخدمات المشروع.
نخلص من ذاك أن دراسة الجدوى المالية تتعلق بالجانب الربحي للمشروع من حيث كون المشروع استثمارًا تجاريًا يضع فيه المستثمر أمواله، إزاء أنها تختص بالتعرف على مصدر التمويل المقترحة، وخطة وهيكلة تلك المصادر التمويلية على تحقيق النجاح للمشروع.
وأنها تعتمد في إنشاءها على إنشاء دراسة الجدوى التسويقية إذ أنها تبين مقدار المبيعات المتوقعة، وتعتمد على إتمام دراسة الجدوى الفنية التي تحدد مقدار التكلفة المتوقع إنفاقها على تجهيز المشروع، وإدارته.
ما هي التوقعات المالية
يتعلق بالدراسة المالية للمشروع يقسم يهتم بالتوقعات المالية التي تنفق طوال فترة إقامة المشروع التجريبية. فمن خلال التعرف على مصادر التمويل المقترح لفترات ثلاث سنوات سيشكل عاملاً جيدًا لفهم القرارات التي تتخذ بناءً على ميزانية المشروع، ومصادر تمويله بشكل أفضل.
ولا يتعلق الأمر فقط بالتعرف على مصادر التمويل، بل بالالتزامات المالية التي تتعلق بتسديد القروض، والفوائد وخصم جزء من الأرباح لرد أصول الأموال التي استعين بها في فترة إطلاق المشروع. وفي هذه الحالة لكي يتثنى للمشروع النجاح لا بد أن يتساوى قدر الأموال التي خصمت مع قدر الأموال التي مول بها المشروع
دراسة الجدوى السوقية
تضع دراسة الجدوى السوقية أهم المعلومات عن السوق وعن مستوى المنافسة والمنتجات وما إلى ذلك، إذ أن تلك المعلومات تجعل من خطوة اختراق السوق بعد بدأ المشروع أقرب إلى الأمان، وأسرع في حل المشكلات، ومخاطر المنافسين.
- حجم الطلب، والعرض:
دراسة الجدوى السوقية تحدد مستوى العرض على المنتجات والخدمات التي تقدمها من قبل المنافسين الآخرين، كما تحدد مستوى الطلب على تلك المنتجات أو الخدمات من تلك الشريحة الجمهورية المستهدفة بها.
هذا الأمر يجعل من سبيل التعرف على نجاح المشروع وفشله متصورًا بصورة أقرب، حيث أن التعرف على حجم الطلب يحدد قابلية جني الأرباح التي من خلالها تدار عجلة المشروع.
ليست فقط هذه الإفادة التي تحدو بها الدراسة السوقية، بل يتعرف من خلالها على الفجوة السوقية التي لا تشبع من خلالها حاجة الجمهور والتي من خلالها يمكن إنتاج خدمات، أو منتجات تسد هذه الفجوة، فتنمو الحصة السوقية للمشروع الخاص بك.
كيف تعرف أن هناك فجوة سوقية؟
بداية لا بد من التعرف على حجم العرض والطلب من خلال دراسة الجدوى السوقية التي أعدت وعلى هذا التحديد ستظهر ثلاثة نتائج:
- أن يتساوى حجم المعروض من المنتجات مع حجم المطلوب من الجمهور وحينئذ يعد السوق متشبعًا ولا خيار مجدٍ بالتنافس فيه إذ تكون حالة الخطر بفشل المشروع أكبر، إلا في حال وجود مزية تنافسية تعالج جانبًا آخرًا من حاجة الجمهور من المنتجات أو الخدمات المعروضة.
- أن يكون عرض المنتجات أو الخدمات أكبر في المقدار من طلب الجمهور لها، وإذ كان ذاك فإن سوق هذه المنتجات أو الخدمات حينها لا يعد خيارًا للاستثمار فيه. والسبب في ذلك أن العملاء غير راغبين على الدوام في شراء هذا النوع من المنتجات لأي سبب سواء أكان ارتفاع السعر، أو أن السلعة طويلة العمر أو غير ذلك من أسباب.
- أن يكون حجم الطلب أكبر من حجم المعروض وعندئذ تكون فرصة نجاح المشروع أعلى، وقابلية تحقيق الأرباح أمكن إذ أن احتياج العملاء لم يتشبع بعد، ولم تتوفر لهم المنتجات المتنوعة التي تنافس فيما بينها من خلال تقديم مميزات تجذب من خلالها العملاء للشراء.
- التعرف على المنافسين:
لا شك أن التعرف على المنافسين هي خطوة ضرورية للغاية إذ أنها تضع خطة التسعير الخاصة بكافة منتجاتهم نصب عينيك قبل التخطيط في عملية التسعير، كما تضع دراسة المنافسين التصور الكامل للمنتجات، والخدمات التي يقدمونها فتتعرف من خلالها على نقاط القوة والتميز، والضعف في تلك المنتجات.
وعلى هذا تخلق نقاط التميز بالمنتجات الخاصة بمشروعك والتي اعتمدت على نقاط الضعف لدى المنافسين فيتحقق من ذلك التواجد اكتساب حصة سوقية في أسرع وقت.
- التعرف على احتياجات الجمهور:
تبين دراسة الجدوى من خلال قسم دراسة السوق بها توقعات العملاء وتأملاتهم في المنتجات التي تعرض في السوق فهي تحدد مدى اهتمام الجمهور المستهدف من مشروعك بنقاط خاصة يمكن من خلالها إنشاء قيمة تنافسية بمنتجات تشبع هذه الاحتياجات.
كما تساعد دراسة الجدوى على تحديد القدرة الشرائية لدى الجمهور المستهدف والتعرف على العوامل التي تؤثر على قرارات الشراء لتخطيط حملة تسويقية تتناسب مع تطلعات الجمهور المالية.
- التعرف على نقاط التميز والضعف بالمنتجات:
توضح الدراسة السوقية مدى التنافسية لمنتجات أو خدمات المنافسين فهي تدرس جوانب الضعف، وجوانب القوة التي بواسطتها تجذب أنظار الجمهور حيث أن المميزات العالية، مع قلة المشكلات أو فرص حدوث عيوب يجعل من ترابط المنتج بصورة وثيقة مع رغبة الجمهور قابلية لتداوله بين الجمهور أعلى.
وعلى هذا فإن دراسة الجدوى تحدد المميزات عند المنافسين التي يجب أن تحتذى، وتحدد العيوب التي يجب أن تخلو منها منتجات مشروعك أو خدماته لتنشأ ميزة تنافسية تجذب أنظار الجمهور.
يمكنك الاستعانة بهذا الجدول للتعرف على خصائص، ومميزات المنتجات الخاصة بك.
دراسة جدوى إدارية
هي نوع يمثل تحليلاً للمشروع بعيدًا عن الدراسة المالية والفنية فهي تهتم بمراجعة توافق المنتج مع الطلبات المحلية، أو الدولية بناء على تحديد مدى توافق المنتج مع السوق واحتياجاته.
إضافة إلى أن دراسة الجدوى الإدارية مسؤولة بمراجعة التكاليف النهائية للمشروع بكافة أقسامها وأشكالها أكانت تكاليف إدارية، أو إنتاجية، أو ما أشبه هذا.
إذًا، أهداف دراسة الجدوى الإدارية تتعلق بالنظر على السوق المحيط للتعرف على تلائمية المنتج معه، وللتعرف على الشروط القانونية التي تلزم لإنشاء المشروع بصورة قانونية سليمة بجانب التعرف على الهيكل الإداري للشركة، والهيكل الوظيفي، وطرق التطوير التكنولوجي للمشروع.
عناصر دراسة جدوى إدارية
تؤثر على دراسة الجدوى الإدارية مجموعة من العناصر لا يمكن من خلالها أن تعد دراسة الجدوى، وهذه العناصر هي:
- فعالية المشروع في السوق: تجعل الفعالية والتأثير في السوق نظرة المجتمع، والمستثمرين، والجهات الحكومية إلى المشروع إيجابية إذ أن ذلك يجعل من فرص اكتشاف المشروع، وترسيخه في أذهان الجمهور أعلى مما يرفع نسب النجاح.
- البنية التنظيمية للمشروع: يشكل تنظيم المشروع وتحديد الهيكل الإداري للمؤسسة أو الشركة سبيلاً لتحقيق الأهداف، فمن خلالها توضع الأقسام المختلفة بصورة صحيحة والتي تشغل بعد ذلك بالموظفين الذين يعملون وفقًا لسياسية الشركة لتحقيق الأهداف المحددة.
- المعرفة القانونية: تعد دراسة الجدوى القانونية جزء لا يتجزأ من الدراسة الإدارية فهما يعملان في طريق إذ لا يصلح اتخاذ قرار إداري يخالف القانون فذاك يعرض الشركة للمساءلة القانونية، فلذلك لا بد أن تتعرف الإدارة على الشروط القانونية المختلفة لتجنب المشاكل القضائية و عواقبها.
دراسة الجدوى الفنية للمشروع
تشكل الدراسة الفنية للمشروع المرحلة التي يتعرف من خلالها على الشروط الفنية التي تحتاج أن تتوفر في المشروع، والتعرف على حجم المنتجات وأنواعها التي يتطلبها السوق من الناحية الفنية.
فهي تحدد حجم المشروع من ناحية الطاقة الإنتاجية، والتوسعات التي من المتوقع أن تنشأ بعد الثبات في الحصة السوقية، كما تحدد حجم الإنتاج من جانب التكنولوجيا المختلفة التي تستخدم فيها.
فإن فريق الدراسة الفنية يعمل على جمع الطرق التكنولوجية الحديثة التي يمكن أن تستخدم في تصنيع المنتجات بتكلفة تشغيل أقل من الطرق الأخرى التقليدية التي تستهلك الأموال الطائلة.
طرق التشغيل
كما تحدد طرق الصيانة، والتشغيل، وعدد العمالة المطلوبة لعملية التشغيل، وتكلفة الموارد التي تستبدل مع فترات التشغيل الطويلة، ومدى توفر معايير الأمان في تلك المعدات.
تهتم دراسة الجدوى الفنية أيضًا بتخطيط المشروع من الناحية الداخلية بحيث يحدد بواسطتها مختلف الأقسام سواء أكانت فنية أو إدارية أو تسويقية أو غير ذلك.
كما تعنى بتحديد المكان الأنسب لتشيد المشروع وإنشاء التصميمات الخاصة به من مصانع، ومراكز بيع، ومراكز شحن، وما إلى ذلك.
الموارد اللازمة للتصنيع
تراعي دراسة الجدوى الفنية حصر المواد الصناعية اللازمة لإنتاج المنتج، أو الخدمة. يتبين ذلك عن طريق ذكر المواد الخام ومواصفاتها المطلوبة للإنتاج وفقًا لتنافسية المنتج وسط السوق.
والتعرف أيضًا على طرق الحصول على المواد الخام، وكيف تتم عملية التوريد، وتكلفة تلك العملية، ومقدار المواد الخام التي يحتاجها التشغيل.
الشروط العمالية
إضافة إلى التعرف على عدد العمالة المطلوبة لتشغيل المشروع، وتخصصات العمالة سواء أكانت عمالة فنية، أو تشغيلية، أو عمالة نقل، أو حراسة وتأمين المخازن كما يحدد من خلالها الشروط التي يجب أن تتوفر في الأقسام الإدارية، والوظيفية الأخرى.
طرق النقل والتوصيل
تهتم دراسة الجدوى بوضع التمثلات المتوقعة لمناطق التوزيع والشحن التي تهدف إليها عملية التوصيل التي حددت بناء على أماكن تواجد الجمهور المستهدف من المشروع.
كذلك تضع التصور لعملية النقل الداخلي للشركة من المخازن التي تشحن من خلالها المنتجات إلى أماكن العرض الخاصة، وأيضًا للنقل الخارجي الذي تشحن منه إلى العملاء المنتجات.
دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع
هي أحد الأقسام الرئيسية التي تعتمد عليها دراسة الجدوى إذ أن الدراسة الاقتصادية تعمل على تقييم الخطوات الاقتصادية التي اتخذت من قبل، والتي في طور العمل عليها، والتي حددت مستقبلاً من خلال نظرة اقتصادية لأوضاع المنطقة المستهدفة بالخدمات، أو المنتجات.
وعلى هذا فإن القرارات التي في طور العمل يتم التفاضل بينها على أساس نظرة مالية، ونظرة اقتصادية، وأخرى فنية. بجانب القرارات التي تتعلق بتشغيل المشروع، وتكلفة التشغيل، وجودة التشغيل وطاقته، ومستوى الإيرادات التي حققت.
أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية على نجاح المشروع
- تضع النظر أمام الفرص الاستثمارية التي لم تشغل بعد والتي تتعلق بالحالة الاقتصادية للسوق.
- تضع النظر أمام الفرص الاستثمارية المتاحة التي في طور العمل والتفضيل بينها بما يناسب الوضع الاقتصادي الحالي.
- تعد مرجعًا يمكن الرجوع إليه في الأوقات التي توضع فيها الخطط الاستثمارية المستقبلية، إذ أنها كالمرشد للمستثمر، والشركات.
- تساعد في اتخاذ القرارات التي تتعلق بإنشاء المشروعات والتي تتعلق بالموارد الاقتصادية مثل: تشييد المباني الخاص بالشركة، وشراء الآلات المتعلقة بعملية الإنتاج.
- توضح قابلية المشروع في النجاح وتحقيق الأهداف، من خلال المتابعة الدورية لتقرير الإنتاج، والتوريد، والبيع.
- توضح السبل التي من خلالها يمكن تمويل المشروع، والمصادر الأنسب التي يمكن الاعتماد عليها بدون تغيير من القرارات الاقتصادية التي قد اتخذت من قبل وفي طور العمل عليها.
كيف يتم تقييم دراسة الجدوى
لكي تتعرف على أن دراسة الجدوى أصبحت دراسة وافية شاملة، وقابلة للتنفيذ فلا بد أن تشتمل على مجموعة من الأمور التي من خلالها تقيم دراسة الجدوى، وهذه النقاط هي:
الشمولية بخصائص المشروع
تعد دراسة الجدوى التي ألمت بكافة جوانب المشروع بحيث تشتمل على النقاط الفنية، والإدارية، والتنفيذية، والسوقية، والتسويقية وقد شملت جميع الأمور المتعلقة بهذه الأقسام من سبل التطوير المستقبلية عليها هي الدراسة الأصلح والقابلة للنجاح.
استنباطات دقيقة للمشروع
تمثل الدراسة التي تقدم تفاصيل دقيقة واستنباطات لأصغر الجوانب التي تتعلق بالمشروع من التعرف على البيانات الإحصائية، والاقتصادية التي تصدر من قبل الجهات الرسمية، والجهات الخاصة المتخصصة في الاستثمار، والجهات المالية كذلك عاملاً أساسيًا في التعرف على مدى جودة الدراسة التي أعدت.
تابع ايضاً: ٧ خطوات تساعد على إدراك مفهوم دراسة السوق
التعرف على بيئة المشروع
لا تنشأ المشاريع في بيئة خالية إذ الغرض من إنشاءها هي خدمة فئة مخصوصة من الجمهور، لذا لا يصلح أن تكون دراسة الجدوى خالية من قسم متعلق بدراسة البيئة الميدانية للمشروع التي سيقام بها.
إذ السبب وراء ذلك أن دراسة بيئة المشروع تضع في الحسبان العديد من الأمور التي قد تخفى عند وضع دراسة الجدوى بدون هذا القسم مما قد يترتب عليها خسائر لا طائل لها عند التنفيذ، والإخراج النهائي. فهذا القسم يوضح الأمور التي تؤثر على نجاح المشروع من البيئة الفعلية التي يخدمها.
الوقت المناسب لإطلاق المشروع
تعمل الأوقات التي تطلق فيها المشاريع بقدر العمل الذي تعمله المنتجات، أو الخدمات بل إنها تزداد في بعض الأحيان فإن وقت تنفيذ المشروع يتعلق بالدراسة السوقية التي أعدت من قبل، ولذلك سواء أكان وقت الإطلاق مناسبًا أو غير مناسب فلا سبيل لمعرفة ذلك بدون دراسة الجدوى السوقية التي لا بد أن تشتمل على هذا الجزء.
لقد تعرفنا على أهم العناصر التي من خلالها يمكن إنشاء دراسة جدوى مشروع إذ لا يصلح إقامة المشروع بدونها فهي تعمل على حماية رأس المال و تثميره بطريقة علمية صحيحة.
ما يتضمنه تقرير دراسة الجدوى بالتفصيل؟
يشمل تقرير دراسة الجدوى عادة العناصر التالية بتفصيل:
الملخص التنفيذي:
- نظرة عامة على الدراسة بأكملها، تلخيص النتائج الرئيسية والتوصيات.
المقدمة:
- معلومات خلفية عن المشروع، أهدافه، والحاجة إلى دراسة الجدوى.
وصف المشروع:
- شرح مفصل للمشروع، نطاقه، والميزات الفريدة.
تحليل السوق:
- فحص دقيق للسوق المستهدفة، بما في ذلك الطلب والمنافسة والاتجاهات.
الامتثال القانوني والتنظيمي:
- تقييم الامتثال للمشروع للمتطلبات القانونية والتنظيمية.
الخطة التشغيلية:
- دمج المشروع مع العمليات الحالية وعمليات تشغيل مفصلة.
التوقعات المالية:
- توقعات مالية واقعية، بما في ذلك البيانات الدخل، والميزانيات، وتدفق النقد.
تقييم الموارد:
- تقييم دقيق للموارد المطلوبة مثل العمالة والمواد والتكنولوجيا.
تحليل المخاطر:
- تحديد وتحليل المخاطر المحتملة، مع استراتيجيات التخفيف المقترحة.
مشاركة أصحاب المصلحة:
- استراتيجية المشاركة لأصحاب المصلحة الرئيسيين طوال دراسة الجدوى.
التأثير البيئي والاجتماعي:
- تقييم تأثيرات المشروع البيئية والاجتماعية.
تحديد الأهداف:
- صياغة واضحة لأهداف المشروع والتوافق مع الأهداف الأوسع.
تقييم التكنولوجيا:
- تقييم شامل لمتطلبات وقدرات التكنولوجيا.
الختام:
- ملخص للنتائج الرئيسية والاستنتاجات، والتوصيات لجدوى المشروع.
المرفق:
- وثائق، بيانات، أو مراجع إضافية داعمة.
تقرير دراسة الجدوى المنظم يوفر فهمًا شاملاً لجدوى المشروع، مما يساعد أصحاب المصلحة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تنفيذه.
أهمية دراسة الجدوى
تلعب دراسة الجدوى دورًا حاسمًا في عملية اتخاذ القرار لبدء مشروع، يكمن أهمية ذلك في عدة جوانب رئيسية:
تحديد المخاطر والتخفيف:
- تساعد دراسة الجدوى في تحديد المخاطر والتحديات المحتملة المرتبطة بالمشروع، من خلال التعرف على هذه المخاطر في وقت مبكر، يمكن للمعنيين تطوير استراتيجيات التخفيف للتعامل معها وتقليل تأثير هذه التحديات.
اتخاذ قرارات مستنيرة:
- توفر الدراسة معلومات أساسية وبيانات تمكن الفاعلين من اتخاذ قرارات مستنيرة، إنها تقدم رؤى حول جدوى المشروع والعقبات المحتملة والنتائج المتوقعة، مما يتيح لصناع القرار تقييم مدى تناغم المشروع مع أهداف المنظمة.
تخطيط وتوجيه الموارد:
- تقييم دراسة الجدوى لمتطلبات الموارد، بما في ذلك الأفراد والمواد والتكنولوجيا، تساعد هذه المعلومات في تحديد وتوجيه الموارد بفعالية، مما يضمن توفر الموارد اللازمة واستخدامها بكفاءة طوال دورة حياة المشروع.
تقييم الجدوى المالية:
- إحدى الأغراض الرئيسية لدراسة الجدوى هي تقييم الجدوى المالية للمشروع، تتضمن ذلك توفير توقعات مالية واقعية، بما في ذلك بيانات الدخل والميزانية وتدفق النقد، مما يساعد الفاعلين على فهم الجدوى الاقتصادية للمشروع.
تحليل السوق وتقييم الطلب:
- تقوم الدراسة بتحليل شامل للسوق، بما في ذلك الطلب والمنافسة والاتجاهات، تعتبر هذه المعلومات حاسمة لفهم منظر السوق وتحديد ما إذا كان هناك طلب على المنتج أو الخدمة التي يهدف المشروع إلى تقديمها.
امتثال القوانين واللوائح:
- تقييم دراسات الجدوى لامتثال المشروع للمتطلبات القانونية والتنظيمية، يعتبر ذلك أمرًا أساسيًا لتجنب القضايا القانونية وضمان أن يعمل المشروع ضمن حدود القانون.
محاذاة أصحاب المصلحة:
- تأخذ الدراسة في اعتبارها وجهات نظر ومصالح أصحاب المصلحة الرئيسيين، إشراك أصحاب المصلحة طوال عملية دراسة الجدوى يضمن معالجة مخاوفهم، ويعزز المحاذاة والدعم للمشروع.
وضوح أهداف المشروع:
- تساعد في تعريف وتوضيح أهداف المشروع، يعتبر وجود أهداف جيدة التعريف أمرًا حاسمًا لتقييم نجاح المشروع وضمان توافقه مع أهداف المنظمة بشكل أوسع.
تقييم التأثير البيئي والاجتماعي:
- تقييم دراسات الجدوى لتأثيرات المشروع البيئية والاجتماعية، يعتبر هذا أمرًا هامًا للاستدامة وضمان توافق المشروع مع معايير الأخلاق والمسؤولية الاجتماعية.
أساس التخطيط للمشروع:
- توفر الدراسة أساسًا قويًا لتخطيط وتنفيذ المشروع، إنها توضح الخطوات الضرورية والمتطلبات والاعتبارات، مما يمهد الطريق لتحقيق نجاح مشروع ناجح.
في الختام
تعتبر دراسة الجدوى أداة شاملة تزود صناع القرار بالمعلومات اللازمة لتحديد جدوى ونجاح المشروع المحتمل. إنها تساعد المنظمات في تجنب المخاطر والاستثمارات غير الضرورية في مشاريع قد لا تتناسب مع أهدافها الاستراتيجية.