ان التحقق من قابلية المشروع لتحقيق النجاح عند القيام بتنفيذه على أرض الواقع يعتبر من الأمور الهامة ولاسيما في سبيل تفادي التعرض لمخاطر من شأنها أن تعرض المشروع برمته لخسائر فادحة يضع تلافيها، وهذا ما يتطلب بدوره دراسة المشروع بشكل مستنير للإفادة في توقع نجاح المشروع من عدمه بناء على المعطيات المتاحة ومعرفة مدى حاجة السوق للخدمة أو المنتج المقدم ومدى توافر الموارد البشرية اللازمة.
وطبق نتائج دراسة المشروع النهاية يتم التوصل لقرار حاسم فيما يخص إنجاز المشروع بناء على قابليته لتحقيق الربح، وإليك في السطور التالية نبذة مختصرة حول دراسات جدوي مشروعات وأبرز عناصرها الأساسية.
ما هي دراسة المشروع؟
يمكننا تعريف اصطلاح دراسة المشروع بشكل عام بوصفها مجموعة متكاملة من الاختبارات والتحليلات التي تتم استنادا على الفكرة الأولى لأي مشروع قبل البت في قرار تنفيذه، وبناء على مؤشرات نجاحه وتحقيقه لأهدافه على المدى الطويل.
حيث تعتبر دراسة المشروع هي الخطوة المبدئية في حياة أي مشروع، نظرا لما تقدمه له من مساعدات في سبيل التعرف على احتياجاته من تكاليف وموارد، بالإضافة إلى مساهمتها في رسم استراتيجيات مدروسة بعناية لاقامة المشروع والوصول إلى أعلى معدل ربح ممكن، إلى جانب أنها تضمن للمستثمر تجنب خسارة البدء والانسياق وراء مشروع دون معرفة مدى جدواه
أهداف دراسة المشروع
عادة ما يتولد طموح لدى الكثير من المستخدمين في إدارة مشروعاتهم الخاصة وهذه الخطوة من الخطوات المصيرية الهامة، لذلك فإن التمهيد لها أو دراسة المشروع بالتبعية تعتبر مرحلة حاسمة بالنسبة لهذا المشروع والتي لا يصح بأي حال من الأحوال بدأ العمل جديا على أي مشروع من المشروعات سواء كان تقنيا أو تجاريا أو صناعيا أو ما دون ذلك دون إجراء دراسة جدوى مشروع تقني أو دراسة جدوى مشروع صناعي إلخ.. فالدردشات حول المشروع ما أو محاكاة مشروع قائم بالفعل حتى وإن كان محققا نجاحات كبيرة لا تجدي نفعا وإنما كل مشروع لابد وأن يبنى على منهج علمي وخطوات محسوبة ومدروسة بإتقان وخاصة للعديد من الاختبارات والقياسات حتى تحقق هدفين رئيسيين يتلخصان في النقطتتين الآتيتين:
- مدى قابلية المشروع للتنفيذ.
- مدى قدرة المشروع على تحقيق الربح.
أهمية دراسة المشروع
دراسة المشروع هي الركيزة الأساسية لنجاح المشروع والإحاطة بأدق تفاصيله قبل القيام بتنفيذه، ويمكن تلخيص أهمية دراسة المشروع في مجموعة من النقاط على هي كالآتي:
- المساعدة على تحديد تحديات ومعوقات العمل وإيجاد حلول عملية وابداعية لها.
- التعرف على احتياجات المشروع الأساسية.
- تحديد التكاليف والموارد اللازمة للمشروع.
- توقع نسبة نجاح المشروع على المدى القريب والبعيد والايرادات.
- تخصيص الموارد بشكل مثالي.
- تقييم الفرص الاستثمارية واستغلالها على نحو أمثل.
- توضيح أهمية المشروع بالنسبة للمجتمع ومدى ارتباطه واسهاماته في الخطط التنموية للدولة.
- تعتبر دراسة المشروع شرطا أساسيا لاكتساب الشرعية وموافقة أجهزة الدولة المعنية كما وتعد ضرورية من أجل الحصول على قروض ومساهمات مالية.
مراحل وخطوات دراسة المشروع
يمكن تلخيص الخطوط العريضة لبدء المشروع في مجموعة الخطوات الآتية:
أولا: تحديد فكرة المشروع
يمكن اعتبار هذه المرحلة هي الميلاد الحقيقي للمشروع، وحتى تستطيع إيجاد فكرة لامعة للمشروع الخاص بك يجب أن تحرص على انطلاق هذه الفكرة من رحم الاحتياجات الغير مشبعة أو الغير مشبعة كليا لدى الجماهير، ففي حال أنك قد أغفلت هذه النقطة واتجهت لتكرار فكرة نابعة عن حاجات مشبعة بالفعل تكون بذلك قد سطرت نهاية مشروعك وحكمت عليه بالفشل المحقق.
وعلى ذلك يجب اختيار فكرة مميزة ومختلفة عن المشروعات الموجودة بالسوق فأحد أسرار نجاح المشروع تأتي من اختيار الفكرة الفريدة.
ثانيًا: تجميع المعلومات الاقتصادية
وتتمثل تلك الخطوة الثانية في دراسة المشروع في جمع البيانات الرئيسية حول المشروع ولا تتطلب تكاليف عالية في جمعها إلا أنها في حاجة ماسة للتحليل الدقيق والتفصيلي فيما يخص السوق المستهدف، والقيام بتحديد كميات المنتجات المعروضة خلال المشروع، ودراسة المنافسين في المجال.
ويكون الهدف المنشود من عملية جمع المعلومات والبيانات الاقتصادية التحقق من القدرة على بدء المشروع أيا كان سواء واتخاذ خطوات جادة لتنفيذه بشكل واقعي .
وتتضمن المعلومات الاقتصادية باقة من البيانات الرئيسية التي تدعم المشروع مثل حاجة السوق لمثل هذا المشروع بالنسبة لفئة محددة من المجتمع، تحديد ما يتطلبه المشروع من الناحية المادية من أموال وعمال وموقع وإلى أي حد يسهل توفير المستلزمات الأولية اللازمة لبدء التنفيذ ومقدار التكاليف التي يحتاجها المشروع ليصبح حقيقة على أرض الواقع ورسم استراتيجية مالية يحتاج إليها المشروع بهدف التنفيذ في الواقع إذ يتم تحديد إجمالي النفقات والأرباح وذلك ساريا بالنسبة ل دراسة مشروع تجاري صغير أو كبير أو صناعي أو زراعي ….إلخ
ثالثًا: طرح مجموعة بدائل
وفي دراسة المشروع يتم تعيين مجموعة حلول إبداعية وبدائل يمكن استعمالها عوضا عن المعلومات التي لاقت الرفض نظرا لوجود مجموعة من المعوقات التي تصاحبها، وبالتالي يجدر وجود بدائل تعوضها شرط أن تتوافق مع طبيعة المشروع ونشاطه.
رابعًا: تطبيق النتائج
أما عن المرحلة النهائية من مراحل دراسة المشروع وهي مرحلة الحسم واتخاذ قرار قطعي بالتنفيذ الفعلي.
وتشتمل مثل هذه المرحلة على باقة من المعلومات النهائية، إذ يتم في تلك المرحلة العمل على تطبيق الخطوات والمراحل التالية وهي: وضع الدراسة التفصيلية للسوق، ولطبيعة عمل المشروع، بالإضافة إلى الدراسة الفاحصة للتقييم المالي وتقييم البيانات والمعلومات عن طريق طلب المشورة من المختصين في مجالات التخطيط والمحاسبة والإدارة وغيرهم بهدف حيازة معلومات مفصلة فيما يخص المشروع وعملية تنفيذه .
نهايةً
في حال كنت تملك فكرة براقة وتريد تقييمها ومعرفة إلى أي مدى هي قابلة للتطبيق، اعلم جيدا أن دراسة المشروع توفر لك المعلومات الكافية والبصيرة حتى تطمئن وتتأكد أن هذه الفكرة هي فعلا قيمة وتستحق منك الاستمرار .
وما إذا كنت تحتاج لتمويل أو أنك تحتاج أن تجري البحث عن شريك للبدء في تنفيذ خطوات العمل،
فإن دراسة المشروع سوف تخبرك بكل هذا وجميع ما تحتاج إليه حتى تتأكد من صلاحية فكرتك للتطبيق قبل السماح للوقت والمال بأن يبذلوا هباء.